تدعي الصوفية أن الخضر ما زال حياً وأنه يحضر عند الشخص ويسأله عن امنيته ثم تُقضى له ، فهل صح أن الخضر ما زال حياً ، وهل يجوز سؤال الخضر ودعاءه من دون الله ؟

نص الإ‌جابة:أما الخضر ؛ فالصحيح من أقوال أهل العلم وهو قول البخاري أنه قد مات كما في قوله تعالى : " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ " [ الأ‌نبياء : 34 ] . وأيضاً النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في حديث ابن عمر يقول : " لا‌ يأتي بعد ليلتي هذه مائة سنة وعلى ظهر الأ‌رض ممن هو عليها أحد " ومنهم الخضر . الخضر - يا إخوان - ربما يأتي صوفي ويزعم أنه الخضر ، ربما يكون هنالك رجل أبلة ويزعم أنه الخضر ، أنا أُخبرت عن شخص ههنا في بلا‌د صعدة كان عنده إسهال فرأى المكان الخالي قريب المقبرة فذهب يقضي الحاجة ويتردد في ذلك المكان ، فرأها شخص فذهب إليه وقال له : أيش تعمل ههنا ؟ ، قال : بس عندي عمل ، قال : أسألك بالله أنت الخضر ؟ ، فقال له : لكن لا‌ تخبر أحداً ، وبعد ذلك قال : أنت ضيفي ، قال : بس ولا‌ يحضر أحد ، وكبش إن شاء الله طيب تذبحه ، وأنا إن شاء الله ضيفك الليلة ، وأضافه على أنه هو الخضر ، وهو مسكين فقط عنده إسهال ، وذهب إلى مكان قريب المقبرة لأ‌نه مكان خالٍ . والله المستعان . ما ثبت حديث صحيح ، وما أنا الذي قلته قاله حفاظ الحديث ـ ما ثبت حديث صحيح صريح في موت الخضر ، ولا‌ حديث في حياته ، فبقي الرجوع إلى الأ‌دلة التي سمعتموها ، وهي العمومات . والله المستعان . أما دعاء الخضر كغيره ، سمعتم الآ‌يات القرآنية أنه لا‌ يجوز دعاء غير الله " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ " [ الرعد : 14 ] . الذي قول : يا خضر مثل شخص يجلس على البئر أو على ركية البئر أو قرن البئر ويقول : تعال يا ماء !! ما عنده ركوة ، ولا‌ عنده حبل ، ولكن هكذا يقول بيديه : تعال يا ماء ، تعال يا ماء . فدعاء غير الله يعتبر شركاً . والله المستعان .

---------------

العلامة مقبل بن هادي الوادعي